عرضهکننده : علی سلیمی، دانشگاه رازی، مقاله
قراءة وتحليل لموتيفات "الديستوبيا" في رواية "فرانكشتاين فی بغداد. سعداوی
إنّ المدينة الفاسدة أو "الديستوبيا" إحدى المضامين التي نشهدها في الآثار الأدبية. إنّ هذا الاتجاه يقع في النقطة المضادة للمدينة الفاضلة التي كان يأمل بها الشعراء والكتّاب منذ قديم الزمان وكذلك بشّر بها أفلاطون في كتابه "الجمهور". يتطرق الأديب في الأدب المرتبط بالديستوبيا أو المدينة الفاسدة-بصورة مركزة- إلى بيان التأثيرات المخربة للمظاهر السياسية، الاجتماعية والصناعية. في الواقع، يعدّ هذا الأدب، مرآة تعكس القسم المظلم من المجتمع الّذي يعاني من البؤس والشقاء. وبما أنّ الرواية تنبعث من قلب المجتمع والحوادث الطارئة عليه؛ فإنّ هذا العنصر له انعكاس أوسع مقارنة مع العناصر الأدبية الأخرى في الرواية. إنّ "أحمد سعداوي"؛ الروائي العراقي المعاصر رسم لنا لوحة واضحة المعالم حول الحياة في بغداد وذلك من خلال روايته الشهيرة "فرانكشتاين في بغداد" وقد نظر فيها بنظرة مفرطة في التشائم بالنسبة إلى واقع حياة الإنسان في العصر الحديث. وقد صوّر لنا الكاتب في هذه الرواية، التأثيرات الرهيبة للأطر السياسية والاجتماعية على مستقبل حياة البشر وخاصة الشعب العراقي. يظهر لنا من خلال نتائج البحث بأنّ احتلال العراق على يد أمريكا والحوادث المريرة والعصيبة التي تلت ذلك، تسببت في ظهور وطن يملأه الفوضى والدمار. نفق فظيع يمضي إلى الغياهب والسواد. إنّ الرواية صورة مفزعة لظروف هذا المجتمع البائس. إنّ مظاهر المدينة الفاسدة تكشف عن نفسها -وبصورة رهيبة- في مواضع متعددة من الرواية. أمّا المضامين الرئيسة التي نجدها في الرواية فهي تتمثل لنا في موضوعات مثل: الضلال والانحطاط الأخلاقي، الاستغلال من ناحية المجرمين، الحرمان من نعمة الأمن، الفوضى، العنف، وزوال مقومات الحياة السلمية والهجرة القسرية. صورة مفزعة لمجتمع تحوّل إلى جسد مفكك جراء الأحداث المؤسفة التي لحقت به جراء جبر الزمن. إنّ هذه الرواية تحمل معها كافة مكونات العمل الأدبي الذي يندرج ضمن الواقعية السوداء.
مناسب برای :
شناسه محتوا : 390
حجم فایل : 0.6 مگابایت
فرمت فایل : pdf
تعداد بازدید : 13
دریافت اخیر : 0
جهت دریافت فایل ضمیمه ؛ وارد درگاه کاربری خود شوید.