عرضهکننده : علی سلیمی، دانشگاه رازی، مقاله
قد صرح اکثر من مصدر أن القرن الرابع الهجری یعد صورة متمیزة من الحضارة الاسلامیة فالاسماء اللامعة فی العلوم المختلفة، تحیرعقول الباحثین. من الشائع فی تراجم هذاالعصر ان یقال إنّ فلاناً رحل الی البصرة و اخذ العربیة و الادب من ابن درید. لان المعرفة اللغویة التی کانت تعد «ام المعارف» و المرضع الاول لسائر العلوم قد انتهت الیه وهذا ما جعل اسهامه فی ازدهار العلم و الحضارة کبیرا جدا. فما تلمذ عند عالم جمع غفیر من العلماء مثلما تلمذوا عند ابن درید. ذکرت التراجم اربعة و ستین تلمیذا له فمن اشهرهم: ابو علی القالی، المرزبانی، السیرافی، ابن شاذان، ابوالفرج الاصبهانی، ابن خالویه، الرمانی، الآمدی، ابوعلی الفارسی. ولابن درید تاثیر هام علی کبار النهضة الادبیة فی بلاد الفرس کامثال بدیع الزمان الهمذانی الذی انشأ فن المقامات متاثرا باحادیث ابن درید، و صاحب بن عباد الذی کتب جوهرة الجمهرة. کان ابن درید أوسع اقرانه علماً وأقدرهم على شعر، فتصدر في العلم ستين سنة ولقب «بأشعر العلماء وأعلم الشعراء». و لم تنحصر اسهاماته الحضاریة علی التعلیم فحسب فقد کان اتصاله بآل میکال وانشاده مقصورته الشهیرة، خلق مادة ثقافیة نادرة اعتنى بها کثیر من المتقدمين والمتأخرين، فرأى بعض القدامى ضرورة استظهارها حتى تكتمل للأديب ثقافته الأدبية. فهذه المکانة الرفیعة جعلته صانعا لعمالقة العلم والادب الذین شیدوا الحضارة العربیة الاسلامیة فی القرن الرابع، و بما انّ الطاقة الانسانیة هی من اهم العوامل فی بناء الحضارة و ازدهارها، کان لابن درید فی صنع هذه الطاقة الانسانیة حصة الاسد حسب ما وصل الینا من المستندات التاریخیة.
مناسب برای :
شناسه محتوا : 400
حجم فایل : 5.02 مگابایت
فرمت فایل : pdf
تعداد بازدید : 15
دریافت اخیر : 0
جهت دریافت فایل ضمیمه ؛ وارد درگاه کاربری خود شوید.